يعرف العمل التطوعي على أنه ذاك الجهد الذي يبذله الإنسان بكامل إرادته واختياره دون أن يكون هناك إجبار على أداء هذا النوع من الأعمال ويكون هذا العمل دون مقابل مادي في غالب الأحيان، والعمل التطوعي أساسي لبناء المجتمع وتقوية وتنمية العلاقات بين أفراده، كما أنه يعتبر أحد أشكال العمل الصالح التي يؤجر المسلم على القيام بها، وقد حث الإسلام على عمل الخير والمساهمة في تلك الأعمال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أنفعُهم للناسِ وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلِمٍ أو تكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِي عنه ديْنًا أوْ تطردُ عنه جوعًا ولَأَنْ أمْشِيَ معَ أخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إلِيَّ مِنْ أنْ أعتكِفَ في هذا المسجِدِ شهْرًاً).

يعتبر العمل التطوعي أحد الوسائل التي يتمكن الشخص من خلالها من ملء وقته بما فيه فائدة له وللمجتمع من حوله، ويوجد العديد من أشكال وأنواع العمل التطوعي التي يستطيع الإنسان التطوع فيها، وفيما يخص أنواع العمل التطوّعي فإنه يصنف إلى قسمين رئيسيين، الأول هو العمل التطوّعي الفرديّ، والنوع الثاني هو العمل التطوّعي المؤسّسي، وفي النوع الأول فإن المتطوع يقوم بذلك لوحده ومن تلقاء نفسه، ومن الأمثلة على العمل التطوعي تطوع الأفراد في دور المسنين لخدمة كبار السن، أو تطوع الطبيب لعلاج و دواء الأشخاص غير المقتدرين بالمجان، أو تطوع أحد المعلمين لتدريس الأشخاص الأميين أو الطلاب ذوي التحصيل القليل مقارنة مع غيرهم من نفس الجيل، أما النوع الثاني فهو العمل التطوعي المؤسسي، وفي هذا النوع فإن الأفراد يتطوعون في مؤسسة أو هيئة معينة ويكون ذلك على مستوى عالي كما أن العمل يكون منتظماً بشكل أكبر وقادر على تحقيق الأهداف المرجوة بشكل أكبر.

يعتبر العمل التطوعي ذو أهمية وفائدة كبيرة سواء أكان ذلك على مستوى الفرد أو المجتمع، فالهدف من التطوع هو كسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أن هذا النوع من الأعمال يساهم في صقل الشخصية وتقويتها إضافة إلى تقوية وتنمية العلاقات الاجتماعية وتنميتها، ويساهم في تنمية القدرات التي يمتلكها الأشخاص إضافة إلى إكسابهم مهارات وقدرات أخرى، كما أنه يلعب دوراً في توجيه طاقة الشخص واستثمارها في الأعمال التي تعود على الجميع بالنفع بدل استثمارها في أعمال لا تجلب الفائدة أو قد تؤذي صاحبها، إضافة إلى ما سبق فهي تساهم في زيادة انتماء الشخص وولائه تجاه مجتمعه وهذا ما ينمي المجتمع ويجعله متقدماً.

أخيراً فإن مجالات العمل التطوعي عديدة ومن أبرزها المجالات العلمية، ومجال العبادة، والمجالات الحرفية، والمجالات الفكرية، إضافة إلى التطوع والمساعدة المالية، ويجدر بالشخص أن يتطوع في المجال الذي يستطيع أن يقدم فيه ويفيد من حوله.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: