الدّعاء من العبادات التي تجعل العبد قريب من الله تعالى ، و الدّعاء و الرّجاء من الله هو واجب على المسلم و المسلمة ، خلق الله البلاء و الصّبر على ابتلائه و يتضّرع المسلم العاقل إلى الله تعالى في دعائه ، و يرجو من الله اإجابة دعائه ، حيث أمرنا الله تعالى أن نتوجه إليه بالدّعاء في كل وقت و بقلب مخلص ثابت و يرجو الله في كل وقت ، و أمرنا الله تعالى أن ندعوه فإنه قريب مجيب الدّعاء ، و لكن البعض إن تقرب إلى الله تعالى و طلب الله في دعائه عقد حدوث الشّيء و إجابة دعائه بشيء مقابل إجابة الدّعاء و هو ما يسمى النّذر أي يلزم المسلم نفسه بفعل شيء أو إخراج صدقة أن حصل الأمر أو الشّيء بعينه الذي أنتظره، و للنذر أحكام و شروط يتبعها المسلم و يتحقق فيها النّذر.
في بعض الأوقات يلزم المسلم نفسه بإخراج صدقة و بإطعام مسكين أو الذّهاب في عمرة و غيرها من الأمور التي تقرب المسلم من الله تعالى ، و عند البعض الآخر يربط النّذر بذبيحة و لها طريقتها في التّوزيع ، و لكن هل يجوز من حلف بالنذر أن يأكل من الذّبيحة و لحمها و كيف يوزعها . النّذر كله لله فما دام لوجه الله تعالى يوزعها كلها لوجه الله تعالى لا يجوز أن يأكل منها حيث تعتبر كصدقة لا يجوز أخذ جزء منها فيخرجها كاملة للفقراء و المساكين و من تجب عليه الصّدقة . لكن هل يجوز توزيع النّذر سواء المال أو الذّبيحة للأقارب ، ذهب الفقهاء في هذه المسألة يجوز توزيع النّذر على الأهل إذا كانوا فقراء فالأقربون أولى بالمعروف في الصّدقات من غيرهم.
إقرأ أيضا : تعرف ما هو حكم النذر في الاسلام
يحدث التباساً عند المسلم أحياناً إذا نذر نذراً بأن يذبح خروف و عند حصول النّذر يتراجع عن الذّبح و يصبح الأمر ثقلاًعليه فهل يجوز توزيع ثمن الذّبيحة نقداً ، النّذر يكون كتعرف ما هو فلا يجوز للمسلم توزيعها نقداً ، و بخصوص توزيع الذّبيحة أن أكل من لحمها فلا يصبح نذرا و لا يصبح هناك فرق بينها و بين العقيقة أو الأضحية ، فذبيحة النّذر تكون خالصة لوجه الله تعالى ، لذلك ذهبت بعض المذاهب الشّرعية بتحريم النّاذر أن يأكل من نذره ، و بعض المذاهب ذهبت إذا كان النّاذر نذر بأن يذبح و لم يعقدها بأن تكون للفقراء و المساكين فأجازوا أن يأكل من الذّبيحة و يوزعها كتعرف ما هو الحال في توزيع الأضحية ، لا يسعنا القول إلا أن نقول الأعمال بالنّيات و حيث ما نوى المسلم يبقى الأمر بين نفسه و بين الله تعالى ، و الأصل في القربان هو التّقرب لله تعالى و يكون خالصاً لوجه الله تعالى .